كرة القدم

أشار رفعت الى الأهمية الكبيرة لاستخدام علم النفس التربوي الرياضي في تحسين أداء لاعبي كرة القدم عبر الإعداد النفسي والتدريب العقلي، واعتبر ذلك هدفا للوصول باللاعبين والمدربين إلى افضل أداء في الملعب خلال التدريب والمباريات والمباريات والبطولات على اختلاف مستوياتها وقال ان أصول اللعب في كرة القدم الحديثة يتطلب أداء عاليا ومثاليا للاعب في النواحي النفسية والسلوكية والأخلاقية إلى جانب الشقين البدني والفني من خلال تنظيم الطاقات البدنية والمهارية والخططية والنفسية الى جانب حسن التفكير باستخدام المهارات العقلية والنفسية ومقابلة الضغوط مثل التوتر والقلق والخوف والتردد إلى جانب ردود الافعال من المنافس والتحكيم والجماهير.

وتناول رفعت حسن أسباب خروج بعض لاعبي كرة القدم عن النص وارتكابهم لسلوكيات غير رياضية تمثل ظاهرة ترفضها ساحة التنافس الشريف، وأكد أن خروج اللاعب من الحالة النفسية سبب مباشر لذلك نتيجة الفشل في السيطرة ميدانيا والهزيمة إضافة إلى الإصابة وعدم التوفيق وتذبذب المستوى والصيام عن التهديف وكذا فقدان الكرة وضعف التمرير لفترة.

ويشير إلى أن تلك العوامل السلبية في الاداء هي نتيجة لعدم التأهيل النفسي، الأمر الذي يفرض على الأجهزة الفنية ضرورة الاهتمام بتطوير اللاعبين من حيث الاهتمام بالتركيز والانتباه بتدريبهم على زيادة التذكر للمعلومات المقدمة من المدرب في المباراة وتحسين التوقع للكرة في كافة مواقف اللعب التي يشترك فيها اللاعب طوال المباراة، بالإضافة إلى أهمية استخدام عنصر التصور العقلي في ضربات الجزاء والترجيح.

ويشدد رفعت حسن على أهمية الرعاية النفسية للاعبين في عالم الاحتراف الكروي مع استمراريتها وقال ان طريق المحترفين شاق والمضي عليه يحتاج لمنطلق شمولي يأخذ بكافة أسباب تطوير كرة القدم وأعتقد أن الدراسات العلمية هي حجر الأساس للانطلاقة الصحيحة احترافيا لضمان نضوج التجربة هنا في دولة الإمارات التي بدأت تشق طريقها على خط الاحتراف، وأود التنبيه هنا إلى ضرورة أن تأخذ الأندية في الاعتبار العامل النفسي وتعطيه أهمية كاملة في برامج التدريب على مستوى الفرق الأولى وقطاع المراحل السنية مع عدم إغفال حاجة اللاعب والمدرب معا لجرعات التوجيه والإرشاد النفسي التي تنسحب كذلك على الحكام باعتبارهم أحد العناصر المهمة والمؤثرة في منظومة كرة القدم، كما أن إهمال الجانب النفسي هو أحد الاسباب المباشرة لتخلف الكرة الخليجية والعربية عن ركب التطور في عالم كرة القدم حاليا وبفارق كبير تصعب معالجته أو إدراكه بسهولة في حدود الزمن.

وأضاف رفعت علمتنا خبرة ممارسة كرة القدم أن تطوير اللعبة لا يمكن أن يصنعه المدربون مهما كانت أسماؤهم كبيرة والواقع يقول ان أغلب المسؤولين عن أنديتنا العربية عموما يلهثون وراء الأسماء اللامعة عالميا ويدفعون مبالغ كبيرة ترهق خزائن الأندية، علماً بأن بورصة المدربين مليئة بالأوهام وفيها الكثير من ألوان الخداع وتوجد أندية خليجية وعربية دفعت ثمنا باهظا في مسلسل تغيير المدربين الذي أصبح سمة في الدوري الإماراتي على وجه الخصوص، ثم يأتي المدرب ولا تتحسن النتائج فتتم إقالته وهكذا، وما أود التنويه إليه هنا هو أن الفشل لا يكون في كل الاحوال سببه المدرب الذي لا يريد الفشل بطبيعة الحال، لكنه ربما يكون في اللاعبين بسبب عدم التأهيل والذي تسأل عنه إدارات الاندية نفسها عندما لا توفر لهم مثلث الرعاية المثالي للاعب من النواحي البدنية والنفسية والمهارية.

وحول كيفية إعداد اللاعب نفسيا قال إن الإعداد النفسي للاعب كرة القدم يعتبر مطلبا أساسيا لاتكتمل من دونه مراحل الاعداد ولا يمكن بأي حال أن يصل إلى “الفورمة” من دونه ومن اهم الموضوعات النفسية التي يمكن علاجها بالإعداد المسبق التعليم والتدريب النفسي والعقلي على مواجهة المواقف في المباريات في الملعب وخارجه ومقابلة الضغوط النفسية الناتجة عن الاشتراك في المباريات ومواجهة طبيعة كرة القدم التي تتسم بالعنف وكثرة الاحتكاك المقصود وغير المتوقع، والتعامل مع قرارات التحكيم إضافة إلى نجاح اللاعب في استيعاب أسلوب التحكيم وصفات الحكم وما إذا كان سريع الاستثارة أم معتدلاً ومتزناً انفعالياً.

ويضيف علينا الاعداد والتدريب النفسي والعقلي للاعبين بأسلوب تربوي يعتمد على المتابعة والملاحظة والتقويم المستمر يمكن تحديد نوعية اللاعب وما يحتاجه نفسيا وفكريا ليرتفع مستواه في الأداء بصفة عامة سواء بدنيا او مهاريا، وأضاف تجدر الإشارة إلى انه عندما يكون الإعداد البدني والمهاري جيداً، فإنه يساعد بصورة أساسية في الاعداد الخططي التكتيكي وحسن تحرك اللاعبين في الملعب، وعلى ذلك فدور الإعداد والتدريب النفسي والعقلي مهم جدا كونه ينظم طاقات وقدرات واستعدادات اللاعب في الملعب بشكل يفرز اتزاناً وتحكماً وسيطرة على المشاعر خصوصاً في حالات التهديف والفوز وايضا الخسارة او التعادل لا سيما في المباريات الحساسة.

ويضرب رفعت حسن بعض الامثلة المتعلقة بتأثير العامل النفسي في اللاعبين في ميدان اللعب فيقول: توجد مواقف سلبية كثيرة تحدث في هذا الجانب نتيجة الشد والتوتر وعلى سبيل المثال فإن محمد قاسم قائد دفاع النادي الأهلي في مباراة المنتخب مع توجو في “غانا” عندما حصل على بطاقة حمراء وطرد بسبب الاعتراض على التحكيم، وبرر اللاعب موقفه بأنه حاول تنبيه الحكم لكي يرى الموقف بصورة جيدة، فما كان من الحكم إلا أن طرده، وموقف آخر تم في لقاء النجم الساحلي التونسي والأهلي المصري تعادل عماد النحاس للأهلي بضربة رأس في وقت حاسم من المباراة لكنه تحمس أكثر من اللازم بعد إحرازه الهدف وارتفع مستوى الانفعال لديه وكانت نتيجة ذلك محاولته مسك أحد مهاجمي النجم من الخلف وعرقلته فتسبب ذلك في طرده وخسارة فريقه لجهوده كلاعب مميز في مباراة مهمة وهو ما أعطى الفرصة للفريق التونسي لزيادة الهجوم والضغط على المدافعين وإحراز هدفين لتصبح النتيجة 3/1 لمصلحة النجم الساحلي وهذين الموقفين يوضحان أهمية الاعداد النفسي وضبط صفة الانفعال التي ترافق اللاعب وتتأصل فيه منذ اختياره ضمن فرق كرة القدم من المراحل الاولى والناشئين، ومن هنا تبرز اهمية وجود المدرب والمعد النفسي ضمن الجهاز الفني لفرق كرة القدم في الاندية والمنتخبات الوطنية وكذلك الاكاديميات والمدارس الرياضية المتخصصة للوفاء باحتياجات اللعبة الشعبية الأولى من خلال برامج تربوية نفسية من شأنها تحسين سلوكيات وطرق تفكير اللاعبين وفق أسس علمية تعزز دور الأجهزة الفنية ومساعيها في تطوير أداء الفرق بشكل يخدم اللعبة ويجعلها أكثر متعة وإثارة لتلبية طموحات جماهير وعشاق الساحرة المستديرة.